لأبرام" (التكوين ١٦/ ١٦)، فيما ولد إسحاق بعده بأربعة عشر عاماً "وكان إبراهيم ابن مائة سنةٍ حين ولد له إسحاق ابنه" (التكوين ٢١/ ٥).
لكن النصارى يزعمون أن إسماعيل لا يصلح أن يحسب ابناً لإبراهيم، لأنه ابن جارية، ويتناسون أنه ابن شرعي حقيقي، كما في التوراة نفسها "فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان، وأعطتها لأبرام رجلها زوجةً له. فدخل على هاجر فحبلت .. " (التكوين ١٦/ ٣١ - ٤).
وفي موضع آخر من السفر يقول: " ولدت هاجر لأبرام ابناً. ودعا أبرام اسم ابنه الّذي ولدته هاجر: إسماعيل" (التكوين ١٦/ ١٥ - ١٦).
وعندما غارت سارة من هاجر "قالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأنّ ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق. فقبح الكلام جدّاً في عيني إبراهيم لسبب ابنه (أي إسماعيل). فقال الله لإبراهيم: لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك" (التكوين ٢١/ ١٠ - ١٢).
ويثبت له الكتاب البنوة مرة أخرى، فيقول: "ودفنه إسحق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة" (التكوين ٢٥/ ٧).
والعجيب أن التوراة لم تقل أبداً أن إسماعيل ابن غير شرعي لإبراهيم، فهذه سارة امرأة إبراهيم أيقنت أنها لن تنجب لإبراهيم نسلاً، فآثرت أن تزوجه بهاجر: "ادخل على جاريتي لعلّي أرزق منها بنين، فسمع أبرام لقول ساراي" (التكوين ١٦/ ١ - ٤)، "فولدت هاجر لأبرام ابناً. ودعا أبرام اسم ابنه الّذي ولدته هاجر إسماعيل" (التكوين ١٦/ ١٥ - ١٦).
ثم كيف يدعي المؤمنون بالكتاب المقدس أن الله أمر إبراهيم بذبح إسحاق، وقد وعده الله أن يريه ذرية ونسلاً من إسحاق، وهو لم يولد بعد، فإبراهيم يعلم أن ابنه