وعلى هذا تستمر بقية إصحاحات السفر، بل تسوء " في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته .. حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته، ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي، وحجرة من حبلت بي .. قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه .. حبيبي مد يده من الكوة، فأنَّت عليه أحشائي ... "(نشيد ٣/ ١ - ٥).
وفي الإصحاح السادس حديث عن نساء الملك سليمان "هنّ ستون ملكة، وثمانون سرية، وعذارى بلا عدد"، لكن واحدة منهن متميزة، لذا يصفها المنشد بقوله:"واحدة هي حمامتي كاملتي، الوحيدة لأمها هي"، فمن هي هذه المحظوظة؟
إنها شولميت (١) التي يناديها المنشد: "ارجعي ارجعي يا شولِمّيث، ارجعي ارجعي، فننظر إليك ماذا ترون في شولميث مثل رقص صفين، ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم، دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن، ثدياك كخشفتين، توأمي ظبية، عنقك كبرج من عاج، عيناك كالبرك ...
ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذّات، قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد ... وتكون ثدياك كعناقيد الكرم، ورائحة أنفك كالتفاح، وحنكك كأجود الخمر، لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين، أنا لحبيبي، وإليّ اشتياقه.
تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى، لنبكرنّ إلى الكروم لننظر هل أزهر الكرم هل تفتح القعال؟ هل نوّر الرمان. هنالك أعطيك حبي ...
ليتك كأخ لي، الراضع ثديي أمي، فأجدك في الخارج وأقبلك، ولا يخزونني، وأقودك وأدخل بك بيت أمي، وهي تعلمني، فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني، شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نشيد ٦/ ١٣ - ٧/ ١ - ١٣).
ويبرر القس منيس عبد النور في كتابه "شبهات وهمية"، وجود هذه الغراميات،
(١) شولمّيث كما يرى بعض الشراح اسم يشير إلى أبيشج الشونمية زوجة الملك سليمان، واقترح آخرون أنه الصيغة المؤنثة لاسم سليمان في العبرية، والمعنى هو "عروس الملك وشريكة حياته" انظر دائرة المعارف الكتابية، مادة (شولميت)، وقاموس الكتاب المقدس، ص (٥٣٥).