وتكرر هذا النقل في إصحاحات أخرى مع تغيير بسيط لا يذكر في بعض الكلمات (انظر صموئيل (٢) ٢٢ والمزمور ٢١)، وانظر (الأيام (١) ١٧، وصموئيل (٢) ٧)، وانظر (الأيام (١) ١٨، وصموئيل (٢) ٨)، وانظر (الأيام (١) ١٩، وصموئيل (٢) ١٠)، وانظر (الملوك (١) ٨، والأيام (٢) ٦)، وغير ذلك من الشواهد.
وفي المقابل فإن قارئ الأسفار يروق لتلك الإحالات التي نجدها خلال الأسفار إلى مواضع أخرى من الكتاب، ويعجب لتلك التي تحيل فيها كلمة الله إلى مواضع خارج كلمة الله، أي أنها من كلام البشر، وقد أراد من خلالها المؤلف أن لا يعيد سرد معلومات سبق له أن قرأها في سفر آخر من أسفار الكتاب أو بعض الكتابات التاريخية أو بالأصح الضائعة من الأسفار المقدسة.
ولكن العجب في هذه الإحالات حين تكون متقابلة، أي حين يحيل كل من السفرين إلى الآخر بالتبادل، ويتساءل المرء من غير أن يجد جواباً: أي السفرين كتب أولاً، ومن الذي كتبهما، ولا أجد من جواب إلا أن أحيل إلى جهل البشر وتلاعبهم بالنصوص.
ومن أمثلة ذلك تلك الإحالات المتكررة، والتي تبادلها كاتبا سفري الملوك والأخبار (الأيام) في عدد من المواضع، منها إحالة سفر الملوك إلى سفر الأيام "وبقية أمور أمصيا، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا"(الملوك (٢) ١٤/ ١٨)، مما يدل على أن سفر الأيام قد كتب قبلُ.
لكن كاتب سفر الأيام، وبتواضع جمّ يحيل قارئه إلى سفر الملوك "وبقية أمور أمصيا الأولى والأخيرة، أما هي مكتوبة في سفر ملوك يهوذا وإسرائيل"(الأيام (٢) ٢٥/ ٢٦)، فأي السفرين كتب أولاً؟