للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم " (الملوك (٢) ١٥/ ٣٣)، لكن الفقرة الثلاثين في نفس الإصحاح تذكر أن يوثام ملك أكثر من ست عشرة سنة، فتقول بأن هوشع بن أيلة قَتل الملك فقح بن رمليا في "السنة العشرين ليوثام بن عُزيا" (الملوك (٢) ١٥/ ٣٠). فهل ملك يوثام عشرين سنة أم ست عشرة سنة؟ سؤال آخر يبحث عن جواب، ولا من مجيب.

- ولن يكون وقوع التناقض في صفحة واحدة بأعجب من وقوعه في فقرة واحدة، ومثاله تناقض كاتب سفر الأيام في حديثه عن شيشان بن يشعي، فقد قال: "وابن شيشان أحلاي" (الأيام (١) ٢/ ٣١)، ثم قال بعدها بسطرين: "ولم يكن لشيشان بنون، بل بنات" (الأيام (١) ٢/ ٣٤)، وحتى لا يطول عجب القارئ الكريم فإني أنقل له ما كتبه محققو الرهبانية اليسوعية في تفسير وقوع التناقض خلال سطرين فقط: "تقليد يختلف عن التقليد الذي في الآية ٣١"، أي أنها من مصدر آخر، وكاتب آخر، لأنه لا يعقل أن يقع كاتب بمثل هذا.

لكن دعونا نعترف بأن كاتبي دائرة المعارف الكتابية نجحوا في إزالة التناقض حين ذكروا أن أحلاي "اسم ابن شيشان أو بالحري اسم ابنته، بناء على ما جاء بعدد ٣٤؛ من أنه لم يكن لشيشان بنون" (١)، نعم لقد نجحوا هذه المرة، فأحلاي ابنة شيشان، وليست ابنه، وقد أخطأ الكاتب الملهم حين قال: "وابن شيشان أحلاي وكان ينبغي أن يقول: "وابنة شيشان أحلاي"، وهكذا فبإمكان قارئنا الكريم نقل هذا الشاهد من باب التناقضات إلى موضعه في الباب القادم "أغلاط العهد القديم".

- لكن العجب والدهش يلجمان قارئ الكتاب المقدس، وهو يرى سلسلة من


(١) دائرة المعارف الكتابية (١/ ٨٨).

<<  <   >  >>