تناقض عجيب لكاتب واحد نضعه بين يدي أولئك الذين مازالوا يزعمون أن هذا السفر بعضُ وحي الله!
- ولا تنته عجائب سفر الملوك الثاني بخصوص الملكين المسميين (يهورام)، فالملك يهورام اليهوذي - كما رأينا في النص السابق - ملك مدة ثماني سنين بدأت في السنة الخامسة للملك السامري يهورام بن اخآب، أي مات في السنة الثالثة عشرة من حكم الملك السامري.
وهذا الحساب البسيط يكذبه كاتب سفر الملوك مرتين، الأولى حين زعم أن وفاة الملك اليهوذي وتولي ابنه كانت بعد إثني عشرة سنة من حكم الملك السامري، فقال:"في السنة الثانية عشرة ليورام بن اخآب ملكِ إسرائيل؛ ملَك أخزيا بن يهورام ملكُ يهوذا"(الملوك (٢) ٨/ ٢٥).
لكنه عاد فأكذب نفسه، وزعم أن يهورام اليهوذي مات في السنة الحادية عشرة من ملك يهورام السامري، فقال:" في السنة الحادية عشرة ليورام بن اخآب؛ ملَك أخزيا على يهوذا"(الملوك (٢) ٩/ ٢٩)، فهل من أحد يجرؤ أن يقول بأن كاتب سفر الملوك الثاني كتب ما كتب بوحي الله وقد ناقض نفسه في هذه المواضع جميعاً؟
إن الاختلاف والخطأ في أعمار الملوك أوصلت المؤرخين إلى طريق مسدود في التوفيق بينها، لذا يقول القس صموئيل يوسف: "يصعب حصر فترات حكم الملوك والتأكيد منها لمناقشتها بالتحديد، فرحبعام ملك يهوذا ويربعام ملك إسرائيل اعتليا العرش في وقت واحد، وأخزيا ملك يهوذا ويهورام ملك إسرائيل عاشا في وقت واحد، وجملة سني مملكة يهوذا حتى هذا الوقت ٩٥ سنة، وجملة سني مملكة إسرائيل ٩٨ سنة ...
سقطت السامرة عاصمة المملكة الشمالية في إسرائيل في السنة السادسة لحزقيا ملك يهوذا، وجملة السنين لمملكة إسرائيل حتى هذه الفترة ١٤٣ سنة، وفي مملكة يهوذا