للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولبيان هذه المسألة نبين أن سارة تصغر عن زوجها بعشر سنين، فقد جاء في سفر التكوين أن إبراهيم قال: " هل يولد لابن مائة سنة؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟! " (التكوين ١٧/ ١٧)، فبينهما عشر سنين.

وقد غادر إبراهيم حاران، وعمر سارة خمس وستون سنة " وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران، فأخذ إبرام ساراي امرأته ولوطاً ابن أخيه وكل مقتنياتهما .. فأتوا إلى أرض كنعان" (التكوين ١٢/ ٤ - ٥)، ثم بعد ذلك انطلق إلى مصر، حيث أعجب فرعون بسارة، وقد تجاوزت الخامسة والستين "وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلونني ويستبقونك .. فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون ... " (التكوين ١٢/ ١١ - ١٥).

ثم يتحدث سفر التكوين عن بلوغ إبراهيم التاسعة والتسعين واختتانه في هذا السن، (التكوين ١٧/ ٢٤ - ٢٥). مما يعني بلوغ سارة التسعين، وبعده يتحدث السفر عن مضي إبراهيم وزوجه العجوز إلى الجنوب، ليُعجب ويؤخَذ بجمالها - هذه المرة - أبيمالك ملك جرار، "وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار، وقال إبراهيم عن سارة امرأته هي أختي، فأرسل أبيمالك ملك جرار أخذ سارة " (التكوين ٢٠/ ١ - ٣)، فهل يعقل أن امرأة قاربت التسعين يقع في هيامها الملوك؟ إنه أحد أغلاط الكتاب المقدس، وأحد شهاداته على أنه من صنع البشر.

- ومن الأغلاط أيضاً تلك الوعود التي وعدت بها التوراة، ثم لم تتحقق فدل على أنه غلط، ولو كان حقاً لتحقق الوعد.

<<  <   >  >>