للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم حصل الأغرب منه الذي لا يمكن تفسيره طبياً، فقد أفسح البكر مكانه في الرحم لأخيه التوأم، ليخرج إلى الدنيا، ثم تبعه أخوه البكر، صاحب اليد المربوطة بالقرمز، ومثل هذه القصة لا تقبل علمياً، وإلحاقها بقصص العجائز أولى من أن تلحق بكلام الله ووحيه.

- ويقدم سفر أيوب تصوراً غريباً لكيفية تخليق الجنين، فهو يصب في قالب، كما يصب الحليب، ثم يتجمد في وسط هذا القالب، كما يتخثر الحليب فيتحول إلى جبناً، وهو كما تقول نسخة الرهبانية اليسوعية في تعليقها عليه متطابق مع التصورات القديمة لتخليق الجنين، لكنه على كل حال لا علاقة له من قريب أو بعيد بما يعرفه العلماء عن مراحل تخليق الجنين، يقول سفر أيوب مخاطباً الله: "اذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب، ألم تصبّني كاللَّبن، وخثّرتني كالجُبن، كسوتني جلداً ولحماً، فنسجتني بعظام وعصب" (أيوب ١٠/ ٩ - ١١).

- ومن الأخطاء العلمية زعم التوراة أن الأرض لها أعمدة، وأنها مسطحة، ولها زوايا، موافقة بذلك المستوى العلمي السائد حين كتابتها، فتقول وهي تتحدث عن الشمس التي تغرب على الأرض، ثم تذهب مسرعة إلى شرق الأرض لتشرق من جديد: "والشمس تشرق، والشمس تغرب، وتسرع إلى موضعها حيث تشرق" (الجامعة ١/ ٥)، فكاتب السفر لا يعرف شيئاً عن كروية الأرض، ولا عن دورانها حول محورها ليحصل الشروق والغروب، إنه ليس الله العظيم العليم الذي {خلق السّموات والأرض بالحقّ يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل} (الزمر: ٥).

وتقول التوراة واصفة الله أنه "المزعزع الأرض من مقرها، فتتزلزل أعمدتها" (أيوب ٩/ ٦)، فالأرض لها أعمدة، قد ثبتت الأرض فوقها، وهذا الفهم الخاطئ يؤكده كاتبو الأسفار، فيزعمون أن الله قال لأيوب: " أين كنت حين أسست الأرض؟

<<  <   >  >>