للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعترف أيضاً في القرن التاسع عشر القس نورتن بعدم صحة نسبة الأسفار إلى موسى فيقول: "التوراة جعلية يقيناً، ليست من تصنيف موسى". (١)

وفي مدخل طبعة للكتاب المقدس باللغة الانجليزية صدرت عام ١٩٧١م سجل محررو الطبعة تشككاً في إلصاق الأسفار بموسى فقالوا: " مؤلفه موسى على الأغلب ".

وفي مدخل التوراة الكاثوليكية نقرأ: "ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف على وضع النص الذي كتبه عديدون بعده، بل يجب القول بأن هناك ازدياداً تدريجياً سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية "، ومثله في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس.

وتقول دائرة معارف القرن التاسع عشر: " العلم العصري، ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة، والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى عليه السلام، وإنما هي من عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها، وألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل ".

ويقول نولدكه في كتابه "اللغات السامية": " جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمناً متطاولاً تعرضت حياله للزيادة والنقص، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى". (٢)

فهل يقال بعد ذلك: هذه الأسفار الخمسة من كلام موسى أو أنها وحي الله إلى نبيه موسى؟


(١) انظر: في مقارنة الأديان، محمد عبد الله الشرقاوي، ص (٧١ - ٧٥)، الغفران بين الإسلام والمسيحية، إبراهيم خليل أحمد، ص (٤٤ - ٤٦).
(٢) انظر: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف، يحيى ربيع، ص (١٠٠)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، ص (٩٧ - ٩٨).

<<  <   >  >>