للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا المصدر دور كبير في سفري اللاويين والعدد، كما شارك قليلاً في سفري التكوين والخروج.

وقد بين الأب دوفو أرقام الفقرات التي تتبع النص الألوهيمي، وتلك التي تتبع النص اليهوي، في كل سفر من الأسفار الخمسة.

ويقول الأب دوفو: " لقد تكونت أسفار موسى الخمسة من أقوال موروثة لأمم مختلفة، جمعها محررون وضعوا تارة ما جمعوا جنباً إلى جنب، وطوراً غيروا من شكل هذه الروايات بهدف إيجاد وحدة مركبة، تاركين للعين أموراً غير معقولة، وأخرى متنافرة .... ".

وأما المطران كيرلس سليم بسترس رئيس أساقفة بعلبك وتوابعها للروم الكاثوليك، فينقل لنا إجماع العلماء على صحة نظرية المصادر، فيقول: "إن علماء الكتاب المقدس يجمعون اليوم على أن هذه الرواية تضمّ في الواقع روايتين مختلفتين: رواية أولى تعود إلى القرن السادس قبل المسيح (التكوين ١/ ١ - ٤:٢)، وقد كتبت في محيط كهنوتي في اثناء جلاء بابل؛ ورواية ثانية أقدم من الأولى ترجع إلى القرن العاشر قبل المسيح، وضعها كتبة وحكماء من بلاط سليمان الملك (التكوين ٤/ ٢ - ٢٥). وبعد العودة من جلاء بابل جمعت الروايتان، ودُوِّنتا الواحدة تلو الأخرى في الفصلين الأوّلين من سفر التكوين". (١)

وتقول دائرة المعارف البريطانية: " إن أسفار العهد القديم كتبت في عصور مختلفة، وبأيدي كتاب مختلفين ذوي ثقافات مختلفة متباينة ".

ويرجح ول ديورانت في كتابه "قصة الحضارة" أن هذه الروايات قد امتزجت، وأخذت صيغتها النهائية سنة ٣٠٠ ق. م، فيقول: "إن العلماء مجمعون على أن أقدم ما كتب من أسفار التوراة هو سفر التكوين، وقد كتب بعضه في يهوذا، وبعضه في إسرائيل، ثم تمّ التوفيق بين ما كتب هنا وهناك بعد سقوط الدولتين. والرأي الغالب أن أسفار التوراة الخمسة اتخذت شكلها النهائي حوالي عام ٣٠٠ ق. م".

لكن آخرين من العلماء قالوا بأن الأسفار الخمسة أخذت وضعها النهائي سنة ٤٠٠ ق. م، بينما امتدت بقية أسفار العهد القديم إلى سنة ٢٠٠ ق. م. (٢)


(١) اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر، المطران كيرلس سليم بسترس (١/ ٧٦).
(٢) انظر: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي، ص (٢٨ - ٣٦)، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، محمد البار، ص (١٥)، التوراة، أحمد شلبي شتيوي، ص (٥٦).

<<  <   >  >>