للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما المزامير فتتشابه مع الأناشيد والتراتيل المصرية وغيرها، فالعالم أدولف إيرمان في بحثه القيم "مصدر مصري لأمثال سليمان " والذي قدمه عام ١٩٢٤م، وتابعه فيه العالم جيمس هنري برستيد، فإنهما يريان بأن المزمور ١٠٤ يتشابه بشكل شبه حرفي مع نشيد أخناتون الكبير، وخاصة الفقرات (٢٠ - ٣٠).

وهذا ما أكدته دائرة المعارف الكتابية حيث تقول: "البحث الأركيولوجي في بابل وفي مصر قد كشف عن أناشيد متقدمة ... كما أن الكشف عن آداب الكنعانيين في أوغاريت ... قد أمدنا بقصائد هامة مشابهة للمزامير منذ عصر موسى". (١)

كما يرى المحققون أن المزمور التاسع والعشرين مقتبس عن قصيدة من أوغاريت " للبعل " مع استبدال اسم " البعل " باسم " يهوه.

وأما المزمور ١٩ فمقدمته هي الابتهالات عينها التي كانت تقدم لإله الشمس. (٢)

وأما سفر نشيد الإنشاد فيرى ول ديورانت أنه من وضع شعراء عبرانيين تأثروا بالروح الهيلينية التي وصلت مع غزو الإسكندر، وقد يكون السفر مأخوذاً من آداب مصرية بدليل أن العاشقين كان يخاطب أحدهما الآخر: أخي. أختي، وهو أسلوب مصري قديم. (٣)

ويؤكد العالمان إيرمان وبرستيد أن بعض ما جاء في سفر الأمثال المنسوب إلى سليمان (القرن العاشر ق م) يتشابه بشكل فاضح مع كتاب " الحكم " لأمنحوبي (أمنوفيس) المصري القديم (القرن الحادي عشر ق م)، وكان قد قسم كتابه إلى ثلاثين فصلاً، واشتهر باسم " ثلاثون فصلاً من الحكمة" ونقل كاتب السفر التوراتي بعض هذه الحكم مع تغيير بسيط في ألفاظها.


(١) دائرة المعارف الكتابية (٤/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، وانظر: قاموس الكتاب المقدس، ص (٩٠٢).
(٢) انظر: المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، محمد البار، ص (١٣١، ٢٢٣).
(٣) انظر: دراسة عن التوراة والإنجيل، كامل سعفان، ص (١٥٤ - ١٥٥).

<<  <   >  >>