الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفاً، جميع أهل عاي، ويشوع لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرّم جميع سكان عاي. لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع. وأحرق يشوع عاي، وجعلها تلاً أبدياً خراباً إلى هذا اليوم" (يشوع ٨/ ٨ - ٢٨).
ثم تزعم الأسفار أن الله بعث نبيه صموئيل إلى الملك شاول يخبره باصطفاء الله له للملك، ويقول: " هكذا يقول رب الجنود: ... فالآن اذهب، واضرب عماليق، وحرّموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً" (صموئيل (١) ١٥/ ٢ - ٣)، لقد أمره بقتل وسحق كل أحد من أهل مدينة عماليق، وحتى لا يستثني منهم أحداً أمره بقتل الرضع والأطفال والنساء، بل وحتى الحيوان.
لكن شاول لم يلتزم أمر الرب بدقة "وأمسك أجاج ملك عماليق حيّاً، وحرّم جميع الشعب بحد السيف، وعفا شاول والشعب عن أجاج، وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف، وعن كل الجيد، ولم يرضوا أن يحرّموها. وكل الأملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها" (صموئيل (١) ١٥/ ٨ - ٩)، لقد قتلوا البشر والحيوانات الهزيلة، وعفوا عن الحيوانات القوية، فماذا كان؟ لقد سخط الله على شاول "وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً: ندمت على أني قد جعلتُ شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي" (صموئيل (١) ١٥/ ١٠ - ١١).
وفسرته روح النبي صموئيل حين استحضرتها العرافة لشاول، فقالت روحه: " لأنك لم تسمع لصوت الرب، ولم تفعل حمو غضبه في عماليق، لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم" (صموئيل (١) ٢٨/ ١٨)، لقد باء بغضب الرب وندمه، لأنه لم يكمل المجزرة إلى آخر فصولها، فهل يأمر الله بمثل هذا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.