للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماء، وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة .. وهدموا المدن، وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها، وطمّوا جميع عيون الماء، وقطعوا كل شجرة طيّبة" (الملوك (٢) ٣/ ١٩ - ٢٥).

ومن الظلم الذي تنسبه التوراة إلى الله حرمان أصحاب العاهات من شرف الدخول في جماعة الرب، وقد كان الأولى تكريمهم لما أصابهم من بلاء، فتنسب التوراة لله أنه أمر " لا يدخل مخصيّ بالرضّ أو مجبوب في جماعة الرب" (التثنية ٢٣/ ١).

ويطال الحرمان آخرين من أصحاب العاهات، فلا تقبل ذبائحهم، بل ولا يقتربون من مذبح العبادة لأنهم نجس بسبب عيبهم الذي ابتلاهم الله به، فتقول الأسفار: "كلم هارون قائلاً: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب، فلا يتقدم ليقرّب خبز إلهه، لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم، لا رجل أعمى، ولا أعرج، ولا أفطس، ولا زوائدي، ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد ولا أحدب، ولا أكشم، ولا من في عينه بياض، ولا أجرب، ولا أكلف، ولا مرضوض الخصى، كل رجل فيه عيب من نسل هارون الكاهن لا يتقدم .. وإلى المذبح لا يقترب لأن فيه عيباً، لئلا يدنّس مقدسي، لأني أنا الرب مقدّسهم" (اللاويين ٢١/ ١٧ - ٢٣).

وتستمر الأسفار في طرد الأبرياء من جماعة الرب، ومنهم ابن الزنا، وأبناء العمويين والمؤابيين، حتى الجيل العاشر، وذلك جزاء لهم لتقصير أجدادهم في استقبال بني إسرائيل، فتنسب الأسفار إلى الله قولها: "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر، ولأنهم استأجروا عليك بلعام بن بعور لكي يلعنك" (التثنية ٢٣/ ١ - ٣).

<<  <   >  >>