للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل الحوض المورود وصفته]

فصل وفي عرصة القيامة الحوض (١) المورود للنبي صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، وطوله شهر، وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا.

[الصراط وحال الناس يومئذ]

والصراط (٢) منصوب على متن جهنم، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو، ومنهم من يمشي شيئًا، ومنهم من يزحف ويخطف، ويلقى في جهنم.

والجسر عليه كلاليب، تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر عن الصراط دخل الجنة، وإذا عبروا وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص بعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.

وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة أمته صلى الله عليه وسلم (٣) والجنة والنار مخلوقتان اليوم، باقيتان (٤) ولا يفنى أهلهما، لقوله تعالى في حق


(١) انظر لـ " الحوض وصفته " صحيح البخاري (١١ / ٤٦٣ فتح الباري) " وشرح الطحاوية " (ص ٢٥٠ - ٢٥٢) و " لوامع الأنوار " (٢ / ١٩٤) فما بعدها.
(٢) انظر: " صحيح البخاري " (١١ / ٤٤٤ فتح الباري) و " شرح الطحاوية " (ص ٤٦٩) . و " لوامع الأنوار " (٢ / ١٨٩) فما بعدها.
(٣) من بداية هذا الفصل إلى هذه العلامة في " العقيدة الواسطية " (ص ١٤) بنصه. وانظر " لوامع الأنوار البهية " (٢ / ٢٧١ - ٢٧٦) بشأن فضل أمته صلى الله عليه وسلم.
(٤) انظر " شرح الطحاوية " (ص ٤٧٦ - ٤٨٨) و " كشف الأستار في الرد على القائلين بفناء النار " للصنعاني بتحقيق الشيخ الألباني.

<<  <   >  >>