للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل الإيمان بالموت وملك الموت]

فصل ونؤمن بأن الموت حق، وأن ملك الموت عليه السلام أرسل إلى موسى، فصكه حتى فقأ عينه، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في " الصحيح " (١) . لا ينكره إلا ضال أو مبتدع راد على الله ورسوله (٢) .

[عذاب القبر]

ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت، فيؤمن بفتنة القبر، وعذاب الآخرة ونعيمها، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر، وأمر به في كل صلاة (٣) . وفتنة الأجداث وضغطتها (٤) .


(١) متفق عليه: البخاري (٦ / ٤٤١) ومسلم (٢٣٧٢) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا [صك: ضربه شديدا، فقأ: قلع] القاموس المحيط.
(٢) قال ابن خزيمة - كما في فتح الباري (٦ / ٤٤٢) - رادا على بعض المبتدعة الذين أنكروا هذا الحديث: " لم يبعث الله ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ وإنما بعثه الله اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشارع فَقْء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة الآدميين فلم يعرفاهم ابتداءً، ولو عرفهم إبراهيم لما قدّم لهم المأكول ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه ".
وذكر النووي في (شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٢٨) من إجابة العلماء أنه " لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحانا للملطوم " وقال بعض أهل العلم: " إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره لما ثبت أنه لم يقبض نبيّ حتى يُخير " والله أعلم.
(٣) روى مسلم في صحيحه (٥٨٨) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال " وانظر " صحيح مسلم " (٥٨٩) لترى الاستعاذة الفعلية في الصلاة.
(٤) الأجداث: القبور. وفي الحديث " إن للقبر ضغطة فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ " رواه أحمد (٦ / ٥٥ و ٩٨) وانظر تخريجه في " السلسلة الصحيحة " (١٦٩٥) وراجع " لوامع الأنوار " (١ / ١٤) .

<<  <   >  >>