للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما ذكر أهل الكلام في مسألة الرؤية من نفي جهة ومقابلة، واتصال شعاع، وقرب وبعد، وما يتصل بهذا، فليس في ذلك كله نص من الشارع، ولم يتفوه به أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإنما أحدثه المتكلمون المتخبطون في براهين الفلاسفة، فمن طواه على غرة (١) فقد أحسن واتبع، ومن خاض فيه بعقله الناقص، فقد أبعد وابتدع.

قال الشيخ ولي الله الدهلوي (٢) "وهو مرئي للمؤمنين في يوم القيامة لوجهين: أحدهما: أن ينكشف عليهم انكشافًا تامًا بليغًا، أكثر من التصديق به عقلًا، فكأنه الرؤية بالبصر، إلا أنه من غير موازنة ومقابلة وجهة ولون وشكل، وهذا الوجه قال به المعتزلة، وهو حق. وإنما خطؤهم في تأويلهم الرؤية بهذا المعنى أو حصرهم الرؤية في هذا المعنى.

وثانيهما: أن يتمثل لهم بصور كثيرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «رأيت ربي في أحسن صورة» (٣) فيرون هنالك ما يرون في الدنيا مناما.


(١) أي على حاله- أي لم يتتبعه ولم يخض فيه- (المعجم الوسيط ص ٦٤٨) .
(٢) واسمه أحمد بن عبد الرحيم ويعرف بـ "شاه ولي الله الدهلوي " فقيه حنفي محدث مات (سنة ١١٧٦هـ) . انظر"أبجد العلوم " (٣ / ٢٤٣) .
(٣) روى اللالكائي في "شرح الاعتقاد" (٩١٩) بسنده عن أبي هريرة مرفوعا الحديث وفيه ذكر الرؤية بالمنام.
قلت: وفي إسناده: عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك كما في "التقريب ". وانظر التعليق الماضي (رقم ٢٥٤)
والحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ بن جبل وغيره رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو حديث اختصام الملأ الأعلى انظر شرحه لابن رجب.

<<  <   >  >>