(٢) قد يقول قائل إن هذا اللفظة " بائن " لم ترد في الكتاب والسنة فلم تذكر وقد أجاب عن هذه وغيرها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بقوله في " مختصر العلو " (ص ١٨ - ١٩) ما خلاصته أن هذه اللفظة " بائن " لا بأس من ذكرها للتوضيح ولقد كثر ورودها في عقيدة السلف وقال بها جماعة وإن لم تكن معروفة في عصر الصحابة رضي الله عنهم ولكن لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان اقتضت ضرورة البيان أن يتلفظ هؤلاء الأعلام بلفظ " بائن " دون أن ينكره أحد منهم وهذا تماما كقولهم في القرآن إنه غير مخلوق فإن هذه الكلمة لا تعرفها الصحابة أيضًا وإنما كانوا يقولون فيه: " كلام الله تبارك وتعالى " لا يزيدون على ذلك وكان ينبغي الوقوف فيه عند هذا الحد لولا قول جهم وأشياعه من المعتزلة إنه مخلوق، ولكن إذا نطق هؤلاء بالباطل وجب على أهل الحق أن ينطقوا بالحق ولو بتعابير وألفاظ لم تكن معروفة من قبل وإلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى عندما سئل عن " الواقفة " الذين " يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق، هل لهم رخصة أن يقول الرجل " كلام الله " ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟ ! سمعه أبو داود منه كما في " مسائله " (ص ٢٦٣ - ٢٦٤) ".