للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد ثبت في الصحيح (١) «عن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّم أن الله يقبض الأرض يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟» وقد قال ابن عباس: " ما السماوات والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم " (٢) وفي حديث آخر «أنه يرميها كما ترمي الصبيان الكرة» (٣) فمن يكون جميع المخلوقات بالنسبة إلى قبضته تعالى مع هذا الصغر والحقارة كيف تحيط به وتحصره؟


(١) رواه مسلم (٢٧٨٧) من حديث أبي هريرة بلفظ " يقبض الله تبارك وتعالى الأرض. . . الحديث " [والبخاري في صحيحه (١١ / ٣٧٢) ح ٦٥١٩] وليس فيه " ثم يَهُزُّهُن ". ولكن جاء في مسلم (٢٧٨٦) من حديث ابن مسعود مرفوعًا " إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرض على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يَهُزُّهُن فيقول أنا الملك أنا الملك. . . " وروى البخاري نحوه (١٣ / ٤٧٤ فتح الباري) .
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢١ / ٣٢٤) عن معاذ بن هشام قال ثني أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ومعاذ صدوق ربما وهم، ووالده ثقة ثبت وقد رمي بالقدر وعمرو ابن مالك النكري صدوق له أوهام كما قال الحافظ في " التقريب " وقال الذهبي في " الكاشف ": " وُثِّق " وقال ابن حبان في " الثقات " - كما في " التهذيب " (٨ / ٩٦) -: " يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه يخطئ ويغرب ". [إنما قال ابن حبان هذه العبارة في راوٍ متأخر في الطبقة عن عمرو هذا يقال له: عمرو بن مالك النكري أيضا، انظر الثقات (٧ / ٢٢٨) و (٨ / ٤٨٧) وأما المذكور هنا فقد وثَّقه ابن معين والذهبي وقال ابن حبان: يعتبر به من غير رواية ابنه. فالأثر حسن] ، قلت: وهذا الأثر رواه عنه غير ابنه وهو هشام. وأبو الجوزاء ثقة لكنه يرسل كثيرا وله في البخاري حديث واحد من روايته عن ابن عباس كما في " هدي الساري " (ص ٣٩٢) .
(٣) قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (١٣ / ٣٩٦) في شرحه لحديث ابن عمر مرفوعًا " إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك ": " وزاد في رواية ابن وهب عن أسامة بن زيد عن نافع وأبي حازم عن ابن عمر " فيجعلهما في كفة ثم يرمي بهما كما يرمي الغلام بالكرة "
قلت: رواية ابن وهب هذه عند الطبري في تفسيره (٢١ / ٣٢٥) .

<<  <   >  >>