للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تكلم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء كسلسلة على صفوان، فيخرون سجدا» . . . " الحديث (١) .

وقول القائل إن الحروف والأصوات لا تكون إلا من مخارج باطل ومحال قال تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: ٣٠] وكذا قوله إخبارا عن السماء والأرض أنهما. . . {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١]

فجعل القول لا من مخارج، ولا أدوات، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كلمته الذراع المسمومة (٢) وأنه سلم عليه الحجر (٣) وسلمت عليه الشجرة (٤) .


(١) الحديث علقه البخاري في صحيحه (١٣ / ٤٥٣ فتح) عن ابن مسعود موقوفا ووصله مرفوعا أبو داود (٤٧٣٨) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص ٩٥ - ٩٦) .
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (١٢٩٣) : " إسناده صحيح على شرط مسلم ". وانظر لطرق الحديث: فتح الباري (١٣ / ٤٥٦) و " هدي الساري " (ص ٧١) .
(٢) قصة الشاة المسمومة في الصحيح: البخاري (٦ / ٢٧٢ و ٧ / ٤٩٧ و ١٠ / ٢٤٤ - ٢٤٥ فتح الباري) وأما تكلم الذراع فليس في الصحيح خلافًا لما أوهمه صنيع مخرِّجي " زاد المعاد " (٣ / ٣٣٥) .
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (١٠ / ٢٤٦) وأخرج ابن سعد عن الواقدي بأسانيده المتعددة أنها قالت (يعني اليهودية التي قدمت الشاة المسمومة) : " قتلت أبي وزوجي وعمي وأخي ونلت من قومي ما نلت فقلت: إن كان نبيا فسيخبره الذراع وإن كان ملكًا استرحنا منه ".
قلت: الواقدي متروك كما في " التقريب ".
وروى إخبار الذراع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الشاة المسمومة أبو داود (٤٥٠٨) والدارمي (١ / ٣٢) كلاهما عن الزهري عن جابر (وهو لم يسمع منه شيئا) وبهذا أعلّه المنذري في " مختصر السنن " (٤٣٤٤) وقال ابن القيم في " تهذيبه ": حديث جابر لين بذاك المتصل لأن الزهري لم يسمع من جابر شيئا.
(٣) كما في " صحيح مسلم " (٢٢٧٦) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أُبعث إني لأعرفه الآن ".
(٤) روى الترمذي (٣٧٠٣) بسنده عن علي بن أبي طالب قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله حبل ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله ". وقال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب ".
قلت: في سنده سليمان بن معاذ وهو ضعيف، انظر " التهذيب " (٤ / ٢١٣) .

<<  <   >  >>