للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمتازون عنهم بالنور الذي يقسم المؤمنين.

وقد اختلف السلف، هل يقسم للمنافين نور مع المؤمنين ثم يطفأ، أو لا يقسم له نور بالكلية، على قولين:

فقال أحدهما: إنه لا يقسم له نور بالكلية.

قال صفوان بن عمرو: حدثني سليم بن عامر، سمع أبا أمامة يقول: يغشى الناس ظلمة شديدة ـ يعني يوم القيامة ـ ثم يقسم النور، فيعطى المؤمن نوراً، ويترك الكافر والمنافق، فلا يعطيان شيئاً، وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه قال تعالى:

{أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} .

فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن، كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير،

و {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً} .

قال: وهي خدعة الله خدع بها المنافقين، قال عز جلاله:

{يخادعون الله وهو خادعهم} .

فيرجعون إلى الموضع الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئاً، فينصرفون إليهم

{فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} إلى قوله: {وبئس المصير} .

قال سليم: فلا يزال المنافق مغتراً، حتى يقسم النور، ويميز الله الله بين سبيل المؤمن والمنافق.

خرجه ابن أبي حاتم.

وخرج أيضاً من رواية مقاتل بن حيان والضحاك، عن ابن عباس، ما يدل على مثل هذا القول أيضاً، ولكنه منقطع.

والقول اثاني: أنه يقسم للمنافين النور مع المؤمنين كما كانوا مع المؤمنين في الدنيا،

<<  <   >  >>