للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يطفأ نور المنافقين إذ بلغ السور.

قاله مجاهد.

وروى عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نوراً يوم القيامة، فأما المنافقين فيطفأ نوره، فالمؤمن يشفق مما يرى من إطفاء نور المنافق فهم:

{يقولون ربنا أتمم لنا نورنا} .

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه.

وكذا روى جويبر عن الضحاك.

وسنذكر في الباب الآتي إن شاء الله، من حديث جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ما يدل على صحة هذا القول.

وقال آدم بن أبي إياس: «أنبأنا المبارك بن فضلة، عن الحسن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يدفع يوم القيامة إلى كل مؤمن نور، وإلى كل منافق نور، فيمشون معه، فبينمكا نحن على الصراط إذ غشينا ظلمة، فيطفأ نور المنافق، ويضيء نور المؤمن، فعند ذلك

{يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا} .

حين يضيء نور المنافقين» .

وقد سبق صفة مشي المنافق على الصراط في حديث عائشة، وإن كان في إسناده ضعيف.

وروى بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: يوضع الجسر على جهنم، ينادي مناد: أين محمد وأمته؟ فيقوم، فتتبعه أمته برها وفاجرها، قال: فيأخذون الجسر فيطمس الله أنظار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ويمين وينجو النبي والصالحون معه، ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته؟ فيقوم، فتتبعه أمته يرها وفاجرها، فيأخذون بالجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ويمين، فينجو النبي والصالحون معه، ثم يتبعهم الأنبياء والأمم، حتى يكون آخرهم نوح، رحم الله نوح.

خرجه ابن خزيمة وغيره.

<<  <   >  >>