أنه يحبس الخلق عند القنطرة الأولى، فيسألون عن الصلاة، فيهلك من يهلك ويهنجو من ينجو، ويحبسون عند القنطرة الثانية، فيسألون الأمانة، هل أدوها أم أضاعوها فيهلك من يهلك، وينجو من ينجو، ثم يحبسون عند الثالثة، فيسألون عن الرحم.
وقد ذكرنا فيما تقدم غير حديث، في حبس الولاة على جسر جهنم، وتزلزل الجسر بهم.
وخرج أبو داود، «من حديث معاذ بن أنس الجهني، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قال: من رمى مسلماً بشيء يريد به تشيينه، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال» .
وقد روي بلفظ آخر وهو «من قال في مؤمن مالا يعلم، حبسه الله على جسر جهنم، حتى يخرج مما قال» .
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن أبي سليمان الداراني، قال: وصفت لأختي عبدة قنطرة من قناطر جهنم، فأقامت يوماً وليلة في صيحة واحدة أمسكت، ثم انقطع عنها بعد، فكلما ذكرت لها صاحت.
قيل له: من أي شيء كان صياحها؟ قال: مثلت نفسها على القنطرة وهي تكفأ بها.
وكان أبو سفيان يقول: إذا سمعت الرجل يقول لآخر: بيني وبينك الصراط ولا يدري ما هو، لو عرف الصراط أحب أن لا يتعلق بأحد ولا يتعلق به أحد.
وكان أبو مسلم الخولاني يقول لا مرأته: يا أم مسلم، شدي رحلك، فليس على جسر جهنم معبر.