وروى ابن أبي الدنيا، من طريق معاوية بن أبي صالح، عن أبي اليمان، أن رجلاً كان شاباً أسود الرأس واللحية، فنام ليلة، فرأى في نومه، كأن الناس حشروا، وإذا بنهر من لهب نار، وإذا جسر يجوز الناس عليه، يدعون بأسمائهم، فإذا دعي الرجل أجاب، فناج وهالك، قال: فدعاني باسمي، فدخلت في الجسر، فإذا حده كحد السيف، يمور بي يميناً وشمالاً، قال: فأصبح الرجل أبيض اللحية والرأس مما رأى.
وسمع أسود بن سالم رجلاً ينشد هذين البيتين:
أمامي موقوف قدام ربي ... يسائلني وينكشف الغطاء
وحسبي أن أمر على صراط ... كحد اليف أسفله لظاء
فغشي عليه.
وروي عن بشر بن الحارث، قال: قال لي فضيل بن عياض: يا بشر، مسيرة الصراط خمسة عشر ألف فرسخ، فانظر كيف تكون على الصراط.
قال محمد بن السماك: سمعت رجلاً من زهاد أهل البصرة يقولون: الصراط ثلاثة ألف سنة، ألف سنة يصعدون فيه، وألف سنة يستوي بهم، وألف سنة يهبطون منه.
وروى فضيل بن إسحاق، عن الفضيل، قال: الصراط أربعون ألف فرسخ.
وروى ابن أبي الدنيا، في كتاب الأولياء، من حديث جعفر بن سليمان، قال: سمعت مالك بن دينار يسأل علي بن زيد ـ وهو يبكي ـ فقال: يا أبا الحسن، كم بلغك أن ولي الله يحبس علىالصراط؟ قال: كقدر رجل في صلاة مكتوبة، أتم ركوعها وسجودها، قال فهل بلغك أن الصراط يتسمع لأولياء الله؟ قال: نعم.