وقد روى محمد بن شرحبيل الصنعاني عن ابن جريح هذا الحديث، فرفع أوله أيضاً وهو ذكر التجلي والضحك، ورواه عبد الرزاق، عن رباح بن زيد، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر التجلي.
وروى عنه الحديث كله أيضاً بهذا الإسناد، وهذا يدل على أن أول الحديث لم يكن عند ابن جريج عن أبي الزبير مرفوعاً، وإن كان عنده كله مرفوعاً، «عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير.
وكذلك رواه أبو قرة، عن مالك، عن زياد ابن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قال: إذا كان يوم القيامة جمعت الأمم» فذكره كله مرفوعاً.
وكذلك رواه ابن لهيعة، «عن أبي الزبير، قال سمعت جابراً يسأل عن الورود، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول: نحن يوم القيامة على كوم» وذكر الحديث كله مرفوعاً، وفي حديثه زيادة بعد قوله: ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نوراً أو يغشاه ظلمة وقوله في هذه الرواية: «ونحن يوم القيامة على كوم» هذه الرواية الصحيحة.
وأما ما ورد في رواية روح، عن ابن جريج، عن كذا وكذا، فإن أصله تصحيف من الراوي للفظة كوم، فكتب عليه كذا وكذا، لإشكال فهمه عليه، ثم كتب انظر، أي ذلك يأمر الناظر فيه بالتروي والفكر في صحة لفظه، فأدخل ذلك كله في الرواية قديماً، ولم يقع ذلك في نسخ صحيح مسلم كما يظنه بعضهم فإن الحديث في مسند الإمام أحمد وكتاب السنة لابنه عبد الله كذلك.
وخرجه الطبراني في كتاب السنة، «من طريق أبي عاصم، عن ابن جريح، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابراً يسأل عن الورود، فقال: نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس، فتدعى الأمم بأوثانها وذكر