من خشية الله إلا حرم جسدها على النار، فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، ولو أن عبداً بكى في أمة من الأمم، لأنجى الله عز وجل ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار، وما من عمل إلا وله وزن أو ثواب إلا الدمعة، فإنها تطفيء بحوراً من النار» .
وقد روي هذا المعنى أو بعضه موقوفاً من كلام الحسن وأبي عمران الجوني وخالد بن معدان وغيرهم.
وعن زادان أبي عمر قال: بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار أعاذه الله منها، ومن بكى شوقاً إلى الجنة أسكنه الله إياها.
وكان عبد الواحد بن زيد يقول، يا إخوتاه، ألا تبكون شوقاً إلى الله عز وجل؟ ألا إنه من بكى شوقاً إلى سيده لم يحرمه النظر إليه، يا إخوتاه، ألا تبكون خوفاً من النار؟ ألا إنه من بكى خوفاً من النار أعاذه الله منها.
وعن فرقد السبخي، قال: قرأت في بعض الكتب أن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة إلى ربها، فتقول: يا رب، أدخله، فتقول: يا رب، أدخله كما بكى علي، وإن النار لتستجير له من ربها، فتقول: يا رب، أجره من النار كما استجار مني، وبكى خوفاً من دخولي.
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة، «عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: رأيت الليلة رؤيا» فذكر الحديث بطوله، «وفيه قال: رأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم، فجاءه وجله من الله، فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي يهوي في النار، فجاءته دموعه التي تبكي من خشية الله عز وجل، فاستخرجه من النار» .