للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ويقولون: غلب البحر على مقطع الرخام الأبلق، [وأن مقطع (١)] الأبيض بلوبية.

قال يحيى (٢) بن عثمان: كنت أرابط بالفرما، وكان بينها وبين البحر قريب من يوم، يخرج الناس والمرابطون في أخصاص على الساحل، ثم علا البحر على ذلك كله.

وقال ابن قديد: توجه ابن المدبر (٣) (وكان بِتِنِّيس (٤)) إلى الفرما في هدم أبواب من حجارة شرقي الحصن احتاج أن يعمل منها جيرا. فلما قلع منها حجرًا أو حجرين خرج إليه أهل الفرما بالسلاح فمنعوه من قلعها، وقالوا هذه الأبواب التي قال الله عز وجل فيها على لسان يعقوب: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} [يوسف: ٦٧].

وبالفرما نخلها العجيب الذي يثمر حين ينقطع البسر (٥) والرطب من ثائر الدنيا، فيبتدئ هذا الرطب من حين يلد النخل في الكوانين، فلا ينقطع أربعة أشهر حتى يجيء البلح في الربيع. ولا يوجد ذلك في بلد من البلدان، لا بالبصرة


(١) تكملة عن: الخطط.
(٢) سبق التعريف به.
(٣) هو: أحمد بن محمد بن المدبر، ولى خراج مصر بعد سنة ٢٥٠ هـ. كان من دهاة الناس، ابتدع في مصر بدعا صارت مستمرة من بعده لا تنقض، فقرر على الكلأ الذي ترعاه البهائم مالا سماه: المراعى، وقرر على ما يطعم الله من البحر مالا وسماه: المصائد .. إلى غير ذلك، وكانت هذه الأموال تعرف في زمنه وبعده، بالمرافق والمعاون (خطط المقريزى ١/ ١٠٣).
(٤) ساقط من: أ، وهو في: ب، ج.
وتنيس: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر بين الفرما ودمياط، والفرما في شرقيها، ولا تزال هذه الجزيرة موجودة إلى اليوم ببحيرة المنزلة، في الجنوب الغربي لمدينة بورسعيد وعلى بعد تسعة كيلو مترات منها (معجم البلدان ١/ ٨٨٢) (القاموس الجغرافى ١/ ١٩٨).
(٥) البسر: ثمر النخل قبل أن يرطب.