وقبل أن يستغرق في النوم سمع صوتاً بباب الكهف، فانحاز إلى جانبه المظلم يستخفي من القادم، فدخل عليه رجل أعور من بني بكر، فوثب عمرو ووقف خلف الرجل بقوسه وقال: من الرجل؟
قال: رجل من بني بكر.
قال عمرو: وأنا من بني بكر، حسبتك عدواً.
قال الرجل: لقد أفزعتني، حسبتك أول الأمر من أصحاب محمد.
قال عمرو: وهل عندك شيء من محمد؟
قال الرجل: ليس إلا العداوة ما حييت وانطلق يحدو:
ولست بمسلم ما دمت حياً ولست أدين دين المسلمينا.
قال عمرو لنفسه: سنرى.
واضطجع الرجل واستغرق في النوم، فقام اليه عمرو ووضع سية قوسه في عينه الصحيحة وتحامل عليه حتى بلغ العظم، فقتله شر قتلة.
[قتل جاسوس لقريش وأسر آخر:]
وخرج مسرعاً حتى لا يدركه أحد من قوم القتيل، وما زال يطوي الأرض حتى جاء " النقيع " فإذا رجلان من قريش جاءا يتجسسان على المسلمين، فكمن لهما حتى إذا مرا به أوتر قوسه وصاح بهما: استأسرا.