عندما كتبت مقدمة الطبعة الأولى بعنوان " مدخل " سنة ١٩٧٩، ذكرت فيها أموراً حول العمل الفدائي الذي تبناه جماعة من المسلمين واتبعوا فيه مبادىء مستوردة من أعدائهم، واتخذوا لهم قدوة من هم لهم أعداء، وحذرت يومها من مغبة السير في هذا الطريق، وحاولت أن أنبه إلى طريق الفداء الصحيح فكتبت عن حياة ثلاثة من الفدائيين الصحابة رضوان الله عليهم، وحاولت توجيه الأنظار إلى منهجهم في الفداء حتى يكون ذلك قدوة لمن أراد أن يسلك هذا الطريق.
ومع مرور الأيام وتعاقب الأحداث تبين لكثير من الناس صدق المنهج الذي دعوت إليه، فقد وقعت الحركة الفدائية في شراك الأعداء فلم ينفعها من تسمت بأسمائهم أو سلكت مناهجهم أو اتخذتهم قدوة لها، فقد غاب كل هؤلاء عن الساحة عندما جد الجدّ ومسّت الحاجة إلى العون والمساعدة. . .
وبان الصبح لذي عينين، فإن هذه الأمة التي نصرها الله بالإسلام وأعزها به لا يمكن أن تنتصر بغيره من المبادىء، وان الله الذي ينهانا أن نتخذ أعداءنا أولياء لا يمكن أن يقدر لنا النصر بهم، لهذا كان علينا أن نعيد الدعوة لهؤلاء الذين ضلوا السبيل لكي يعودوا إلى الطريق القويم، فبالاسلام انتصرنا من قبل، وبه سوف ننتصر من بعد، ولن ينفعنا زخرف المبادىء المستوردة أو بريق الدعوات المرقعة من الشرق أو الغرب، ولا يستطيع أولئك الذين آمنوا بمبادىء