وانسحبت يهود من ظهور أسوارها، وقد ملأها رعباً ويأساً مصرع فارسها مرحب.
ودب الحماس والنشاط في جيش المسلمين، فشددوا من هجماتهم وغاراتهم على اسوار خيبر واستطاعوا أن يقتلوا عدداً من رجال يهود. وأسروا في هجمة من هجماتهم كنانة بن الربيع، وهو سيد من سادات يهود، فطلبه محمد بن مسلمة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليقتله بأخيه محمود، فاستجاب له رسول الله، فأخذه إلى ناحية من عسكر المسلمين وضرب عنقه.
* *
[هديه الرسول للمجاهد:]
قضى محمد بن مسلمة حياته إلى جانب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوه فيهرع إلى تلبية النداء، ينتدبه لأعماله فينفذها على أحسن الوجوه وأكملها، يؤمره فيجده نعم الأمير.
وتقديراً من رسول الله لبطولات محمد بن مسلمة ناداه ذات يوماً وأهداه سيفاً وقال له:" يا محمد بن مسلمة، جاهد بهذا السيف في سبيل الله، فإذا رأيت المسلمين اقبل بعضهم على بعض فأت به أحداً فاضربه به حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة ".