للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وامتدت يد محمد بن مسلمة إلى يد رسول الله، وأمسكت بالسيف، ثم راح البطل العظيم يخطر بالسيف أمام المسلمين والفرحة تملأ فؤاده.

وعندما جلس ابن مسلمة إلى نفسه تذكر كلمات رسول الله: " فإذا رأيت المسلمين اقبل بعضهم على بعض فاضرب به أحداً، وساءل نفسه: أأعيش إلى أن أرى هذا اليوم الأغبر؟ أيمكن أن يضرب المسلمون رقاب بعض؟ ويرد على تساؤلاته فيقول: لا، لا، لا يمكن أن يسلّ المسلم سيفه في وجه أخيه المسلم! ولكنه عندما يتذكر أنه سمع هذه الكلمات من رسول الله نفسه، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أسألك العافية.

* *

محاورة:

كان لمحمد بن مسلمة – رضي الله عنه – من البنين عشرة ومن البنات ست، اجتمعوا عنده ذات ليلة، وقد بلغ السبعين، وأخذوا يلحون عليه لكي يحدثهم بأخبار جهاده مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبأخباره مع خلفائه من بعده.

قال رضي الله عنه: إني لم أتخلف عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة قط إلا واحدة في تبوك، خلفني على المدينة.

قال أحد أبنائه: هذا والله يا أبي شرف عظيم نتيه به على الدنيا، فهل تحدثنا عن سرايا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

<<  <   >  >>