محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد فالسلام على من اتبع الهدى، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين ".
فيا لك من أحمق أيها الكذاب مسيلمة، تريد الأرض مناصفة بين قومك وبين قريش، وما علمت أن الأرض كلها لله يورثها من يشاء من عباده، وقد وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض، ولم يعد قريشاً أو سواها من القبائل لنسبها أو شرفها، فالله لا يعطي على الأنساب ولكنه يعطي على صالح الأعمال. . .
* *
[في الشام ومصر:]
واستمر عمر بن أمية – رضي الله عنه – يعمل للاسلام، لا يفتر عن ذلك لحظة، شأنه شأن الصحابة جميعاً، وخرج مع الجيوش الاسلامية التي توجهت لغزو الروم، وكانت تحت امرة أبي عبيدة عامر بن الجراح عندما حاصر المسلمون انطاكية، وكان أبو عبيدة قد أرسل نفراً من المسلمين خفية فاختلطوا بالروم داخل اسوار انطاكية، ليكونوا عيوناً للمسلمين على الروم، ولكن الصلة انقطعت بهم لكثرة عيون الروم ولشدة مراقبتهم للأسوار ومداخلها، فأرسل أبو عبيدة إلى عمرو أن أمية وكلفه بأن يذهب خفية إلى