كتب يقول:" من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك. أما بعد، فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتدون ".
وحمل عمرو هذه الرسالة وانطلق بها يقطع الصحراء، وانطلقت الأفكار تخطر على فؤاده. . كم هي سامية أهداف الرسالة السماوية التي حملها لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكم هي متهافتة ومتهالكة هذه الأهداف التي يسعى إليها مسيلمة. إن رسولنا الكريم يحلق بنا في أجواز الفضاء الرباني السامي، ويحاول مسيلمة بكذبه وافترائه أن يشد الناس إلى الأرض ويمرغهم بالتراب، إن رسولنا العظيم يدعو إلى وحدة الأنانية تحت لواء التوحيد، ومسيلمة لم يزل متمسكاً بنتن العصبية وأوضارها. . .
ونظر عمرو إلى الرسالة التي بين يديه، وقال لنفسه: لولا ما حملت من الأمانة لما أوصلت مثل هذه الرسالة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولولا ما أعرف من حكمة رسول الله وفضل رأيه وما يتنزل عليه من الوحي لتكفلت بهذا الدعي الكذاب. .
ومدّ عمرو الرسالة إلى رسول الله، وطأطأ برأسه خجلاً مما فيها، فقرأها – عليه السلام – ثم أمر من يكتب إلى