للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لساني طويل فاحترس من شدائه

عليك، وسيفي من لساني أطول!

وبقي هشام على كفره إلى يوم الفتح. . فأسلم، وكان من طائفة المؤلفة قلوبهم. ..

[هشام وابن عمه عياش:]

أسلم عياش بن أبي ربيعة المخزومي قبل دخول رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دار الأرقم، فهو من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة مع زوجته، وفي الحبشة ولد له ولد أسماه عبد الله، ثم عاد من الحبشة مع من عاد منها من المسلمين المهاجرين،

وأخذت وطأة قريش تزداد شدة وعنفاً على المسلمين، وقررت كل قبيلة أن تتكفل بمن آمن منها، فتكيل له العذاب، ولا ترفعه عنه حتى يرتد عن دينه.

وجاء نفر من بني مخزوم الى هشام بن الوليد يستأذنونه في تعذيب ابن عمه عياش بن أبي ربيعة. . .

قالوا له: إنا قد أردنا أن نعاقب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذي احدثوا، وإنا نستأذنك في عياش، قال هشام: هذا عياش فعليكم به فعاتبوه، وإياكم ونفسه، وقال:

ألا لا يقتلن أخي عُيَيْش فيبقى بيننا أبدا تلاحي

احذروا على نفسه، فأقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن أشرفكم رجلاً. . .

فعاد القوم من حيث أتوا، وقال بعضهم لبعض: اللهم العنه، فمن يغرر بهذا الخبيث، فوالله لو أصيب عياش في أيدينا لقتل أشرفنا رجلاً!

<<  <   >  >>