للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله. . . فإنما هو رجل برجل!

قال أبو طالب: لبئس ما تسومونني، أتعطونني ابنكم اغذوه لكم، واعطيكم ابني تقتلونه؟

وخرج القوم من عند أبي طالب وقد اجمعوا على عداوته، وتشديد الوطأة على محمد ومن تبعه منهم. وأمر رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من أسلم بالهجرة الى الحبشة فراراً بدينهم من أذى قريش، فأرسلت قريش وراءهم عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد يغرون بهم النجاشي لعله يردهم عن دينهم أو يسلمهم الى قريش تسومهم سوء العذاب..

وكان مع عمرو بن العاص في رحلته الى النجاشي امرأته، فراودها عمارة عن نفسها، فأسرها عمرو حتى اغرى به النجاشي، فكاد له هذا حتى قتله طريداً شريداً في صحاري الحبشة.

وأما أبو قيس بن الوليد فقد قُتل بمكة كافرا، ولم تذكر المصادر التي بأيدينا كيف كان قتله، وأغلب الظن أنه قتل في أثناء فتح مكة.

وأما خالد بن الوليد، فهو سيف الله المسلول، وصاحب الفتوحات المجلّية في جبهتي فارس والروم. . . لم يزل معانداً لرسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حتى أسلم بعد الحديبية، فشارك في غزوة مؤتة، فأظهر من الكفاية الحربية والمهارة الادارية ما استحق عليه لقباً من ألقاب الإسلام الخالدة. . سيف الله. . رضى الله عنه وأرضاه.

أما هشام بن الوليد فهو ذو الأعصاب المتوفزة والمزاج الحاد، قتل أبا أزيهر الدوسي على مرأى من الناس ومشهد، تلبية لوصية أبيه التي أقر فيها أنه متجنّ على الرجل، ومع ذلك أوصى بقتله عصبية جاهلية، فاستجاب هشام للوصية، وقال حين اقدم على قتله يصف نفسه:

<<  <   >  >>