وانتظر بنو النضير أن يأتيهم ما وُعدوا به من مدد، وطال بهم الانتظار، فعلموا أن ما أملوه خيال وأن الذي وُعدوه سراب، ولم يجدوا من بين ما قيل لهم حقاً سوى جيش رسول الله يحيط بحصنهم ويضيق الخناق عليهم، ثم يأمر بنخلهم أن يحرق، فلم يعد لهم أمل في البقاء فأرسلوا إلى رسول الله: نحن نخرج عن بلادك.
فقال لهم رسول الله:" لا أقبله اليوم، ولكن اخرجوا منها ولكم دماؤهم وما حملت الإبل إلا الحلقة ".
لقد كانوا بنجوة من هذا العقاب لو أنهم لم يغدروا، وقد كان بإمكانهم أن يخرجوا بأموالهم جميعها لو أنهم لم يستمعوا لتحريض المنافقين.
ونادى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محمد بن مسلمة، فأمره أن يتولى إخراجهم، فقام – رضي الله عنه – بهذه المهمة خير قيام.
* *
[يهود تنقض العهد:]
من صفات يهود أنهم قوم لا يتعلمون ولا يتعظون، تعميهم العداوة ويضلهم الحقد، ولو لم يكونوا كذلك لأخذ بنو قريظة درساً من مصير بني النضير.