للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موادعة اليهود:]

ثم التفت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تنظيم العلاقة بين المسلمين وبين من جاورهم من يهود، وحضر زعماء يهود إلى مجلس رسول الله، وحادثهم وناقشهم ثم اتفق معهم على حسن الجوار، وكتب في ذلك وثيقة لهم، ومما جاء في هذه الوثيقة:

" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب محمد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس، ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس، وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يرتغ (يُهلك) إلا نفسه وأهل بيته، وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث واشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبرّه ".

<<  <   >  >>