يا معشر يهود، يا حملة التوراة المقدسة، يا من فضلكم الله على العالمين، لقد وتركم محمد ما في ذلك شك ولا ريب، لقد سلبكم أرضكم، وطأطأ من شرفكم، وضيق عليكم في رزقكم، فلا نشك أنه العدو، وأن بغضه واجب علينا وفرض في ديننا! ولكن ألا ترون أن أمر محمد قد علا، وان قوته في ازدياد، وأن المواجهة العسكرية معه لا تجدي لأنه المنتصر لا محالة؟ فلنعالج الأمر بالحيلة والخديعة والوقيعة، فإذا كان محمد يستطيع أن يهزمنا بالسلاح، فأنى له أن يجارينا بالوقيعة والخداع، ونحن أهلها منذ كنا؟ ! فلنؤلب عليه الأعراب، ولنبذل في سبيل ذلك المال والسلاح، ولنبق كل ذلك سراً، فنأمن انتقامه، ونصطنع معه الموادعة والملاينة، وننتظر ما يحل به على أيدي الأعراب وأهل مكة!
هذا هو الحزم عندي، وهذا هو الرأي الذي أرتضيه لكم، ولكن قبل أن تحزموا أمركم على شيء من هذا، لا بد لكم من ملك تملكونه أمركم، أو زعيم تسلمون إليه قيادكم، فالأمور لا تصلحها الفوضى، بل لا بد لها من قيادة حازمة واعية!
وتعالت أصوات الحاضرين: لقد أشرت بالرأي، فلنختر لأنفسنا ملكاً.