عادوا برؤية جديدة للحياة، وبنظرة جديدة لمهمة الإنسان.
إنهم يودون لو أنهم ملكوا قلوب اليثربيين، إذن لأسرعوا إلى غسلها من أدرانها ليغمروها بالنور الذي عرفوا وبالهداية التي نالوا.
كانت نفوس هذا النفر من المسلمين الأوائل تتحرق شوقاً للعمل في سبيل الله، وكانت قلوبهم تتوثب حماساً لنشر الهداية الإلهية بين الناس جميعاً.
* *
رجل الخير:
بوصول مصعب بن عمير – رضي الله عنه – إلى يثرب بدأ العمل وجد الجد، وشهد منزل سعد بن زرارة أول اجتماع لهذه الزمرة المؤمنة التي بدأت تستعرض شخصيات يثرب لتختار من بينها من تبدأ به فتدعوه للدين الجديد.
قال قائل منهم: ألا تدعون محمد بن مسلمة؟ إنه رجل صدق وأمانة، وهو رجل يضيق بما يدور بين الأوس والخزرج من خلاف، ويكره ما ينشب بينهم من حروب، ويود لو ساد السلام والوئام بين الحيين.