للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان رأس كل هؤلاء كعب بن الأشرف، وهو رجل طويل جسيم جميل وشاعر مجيد، ذو مال وفير جعله يسود يهود الحجاز ويكون فيهم مطاعاً.

وأظهر كعب عداءه للاسلام من أول يوم حل فيه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدينة المنورة، حسداً من عند نفسه، وانسجاماً مع جبلة يهود التي تأبى أن ترى السيادة مع غيرها.

وبدأت حملة العداء التي تولى كبرها كعب عندما جاءه أحبار بني قينقاع وبني قريظة، كما هي عادتهم كل عام، ليأخذوا صلته!

قال لهم كعب: أسمعتم بهذا الرجل القرشي الذي جاء يثرب يدعو إلى الدين الجديد؟

قالوا: نعم.

قال: فما عندكم من أمره؟

قالوا: هو الذي كنا ننتظر، ما أنكرنا من نعوته شيئاً!

قال كعب: حرمتم كثيراً من الخير! فارجعوا إلى أهلكم فإن الحقوق في مالي كثير!

لم يكن أحبار يهود يتوقعون هذه الإجابة من كعب، ولو كانوا يعلمون بما يكنه من عداء للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أجابوه بكلمة الحق، فالمال عندهم مقدم على كل حق فكيف يرتقون ما فتقوا ويصلحون ما أفسدوا، فإن الفساد كل الفساد في

<<  <   >  >>