محمد بن مسلمة، وأوكل إليه مهام حربية كثيرة، معظمها لو درسناها بععمق مهام فدائية، مثل تأديب القبائل المحيطة بالمدينة والتي كانت مصدر شغب على المسلمين، وكانت تساعد قريشاً وتمدها بالرجال.
كانت القبائل النجدية القوة الرئيسية التي ساعدت الأحزاب يوم الخندق وكثرت عددهم. ومن بين هذه القبائل قبيلة بكر بن كلاب، فجرد عليها الرسول – عليه السلام – حملة من ثلاثين راكباً، أمّر عليهم محمد بن مسلمة، وأمره بالإغارة عليهم والتنكيل بهم حتى لا يفكروا بالعودة إلى إعانة أعداء الإسلام على المسلمين.
خرج محمد بن مسلمة بفرقته الخفيفة، وسار يكمن النهار ويسير الليل ليفاجىء القوم. وفي عماية الصبح وقف المسلمون يحيطون بمضارب بني بكر، فوجدوا القوم في نومهم لم يعلموا بهم، فهتف محمد بن مسلمة: الله أكبر. وردد خلفه ثلاثون صوتاً: الله أكبر. الله أكبر، وانقضوا على القوم يفتكون بهم، وبنو بكر لا تدري ماذا تفعل. ولم يجدوا أمامهم سوى الفرار عن العيال والمال، فاستاق المسلمون ما خلفه البكريون غنائم وعادوا بها إلى المدينة.
وفي طريق العودة بث محمد بن مسلمة، القائد النابه، رجاله حتى لا يفاجأ بكرة بني بكر عليهم، فاشتبه أحد رجال الحملة برجل يسير منفرداً في الصحراء، فأسره،