وكان قديمًا حصن عمان المنيع، وقد ملك بنو نبهان عمان عهدًا طويلًا، لم يزل الملك فيه من أيديهم إلا أعوامًا يسيرة، ثم يعود إليهم، فمن قائل ملكوا عمان مرتين، ومن قائل مرة واحدة تسلسل الملك فيها قدر خمسمائة عام، وبعضهم يقول قدر مائتين وستين أو سبعين عامًا.
ولا أكثرية لبني نبهان هؤلاء إلا بيت الملك، ولعله لايقدر مناسبوهم الانتساب إلى نبهان لجبروت بهم، وإلا فليس من الصحيح أن قومًا يتولون الملك ثلاثمائة عام وزيادة أونحوها، ويمضي بهم الدهر أفرادًا تعد الأنامل، ويستمر بهم الحال كذلك، فقد انفصل منهم آل يعرب، وأقاموا لهم عمودًا، شهروا به، فلعل من تناسل منهم دخل في غيرهم، من حيث أنهم صاروا عائلة تقاسمت الملك وافترقت وطال بها العهد.
ومنهم الشيخ العلامة الفقيه مسعود بن رمضان أحد علماء دولة الإمام ناصربن مرشد رحمهم الله، وأكبر جهابذتها، وهو من أهالي نزوى.
وكان في أيام الصغر وصل إلي جدول في ملوك آل نبهان، وعاصمة كل واحد منهم في عمان، ومدة ملكه، وبقي ذلك الجدول عندي مدة ثم ضاع مني، وليتني وجدته الآن فأُفيد محبي الأطلاع على ذلك، فائدة يحسن السكوت عليها.