الأنصار، " وأقول ": نعم الأنصار ونعم القوم هم، كنانة الإسلام، وسيوف الإيمان، وسور الشريعة، وأعمدة الإخلاص، أوفى العرب ذمة، وأكبر الناس همة، وأعز الناس أمة، وأكرم العرب أنفسًا، وأصدق العرب وعدًا. " قال ابن الكلبي ": حمير ملوك وأرداف الملوك، ولأزد أسد، ومذحج الطعان، وهمدان أحلاس الخيل، وغسان أرباب الملوك، " قلت ": وبصفة علمية فالعرب حماة الجار، ورعاة الذمار، وأسدالقفار، لهم الخصال الحميدة، والمكارم العديدة، ولا أريد أن أشرح هنا مكارمهم، فإنها شئ لا يسعه كتابنا هذا، ولكنا ذكرنا هذه الكلمات كالتعريف بهم.
[بيان في أصول العرب]
اعلم أن العرب كلهم، نزارهم ويمنهم، يرجعون إلى أصلين لا ثالث لهما، وهما عدنان وقحطان. ولذلك يعد العرب كلهم أخوة وبلاد العرب كلها بلد الكل، وأمة العرب في هذه المعموره كلها، أمة واحدة، متصلة الأنساب، متواجشة الأرحام، من شرق الأرض وغربها، وبها أعز الله دينه، وأقام دعائمه، وإذا ذهب حفظ الجوار، من العرب فلا يوجد في غيرهم، وعنه صلى الله عليه وسلم: " (إذا ذل العرب ذل الإسلام)، والواقع المشاهد بديهيًا هو هذا. ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرايات تلمع في الأُفق في حرب