من مقامه عند الإمام، ولله رجال يختصهم برعايته، ويشملهم بعنايته، توقى رحمه الله وخلف أولاد، أكملهم يعقوب، وهو من الرجال البارزين، وكان له عند السيد أحمد بن إبراهيم ابن قيس، المقام المعتبر، والمخل المحترم، حتى ولاه بأمر السلطان مرتين أو ثلاثًا، وكان له إخلاص لحكومة السلطان، إذ تربى فيها، ورضع من ألبانها، بعناية السيد العزاني، ولكن الأيام لاتزال في صراع معه، حتى رمت به من شاهق، وتركته يصدق ما يعتاده من توهم، ويخمن فيما ليس يعلم، وينهج منهجًا كانت ثمرته الوبال، ولله في خلقه أسرار، وفي الغيب عجائب، ولله الأمر.
ومن بطون عبس القراوشة، فهم أيضًا من عبس على صحيح النسب، وهم متفرقون في بلاد بني جابر من سرور إلى الطوّ وغيرهما من بلدان آل ذبيان، من بوه وحميم والفرفارة، وذلك للحرب التي مزقت بين الحيين عبس وذبيان في الجاهلية، ولم تزل في الإسلام تتبعهم إلى الآن، وكان نسبهم عندي مسرودًا أيام الصبا، فضاع مني في هذا الوقت، كما ضاع كثير من أمثاله.
قلت: يوجد في بني وهيب بطن يقال لهم القراوشة، وقبيلتهم من طيء.