للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كعب. ولقب خزيرًا حين خزر عن أخيه الوارث، عندما توجه الوارث إلى نزوى بعناية سماوية، ذكرها العلماء والفقهاء والمؤرخون، لأنها من بدائع التاريخ، من غر الحوادث، وقضية وقف الإمام الوارث رحمه الله تخبر عن الحقيقة (١) .

وبنو خزير لهم الفلج المعروف بفلج بني خزير، أسفل من


(١) الله أعلم ما حقيقة هذه الحقيقة، فالكتب الموثوقة لا تذكر شيئا عن تفصيلات الحوادث في تلك البقاع البعيدة .. والذين يروون شيئا من ذلك إنما هم من الإباضية، كعبد الله بن حميد السالمي مؤلف تحفة الأعيان الذي يقول (صفحة ١١٥ من الجزء الأول): وذلك ما قيل أن الوارث كان يسكن قرية هجار من وادي بني خروص، وكان يرى الرؤيا في نومه تدل على ظهور الحق على يده، وأنه كان ذات يوم يحرث في زرع له فسمع صوتا يقول له: اترك حرثك وسر إلى نزوى وأقم بها الحق، ثم ناداه ثانية وثالثة بذلك، فقال الوارث: ومن أنصاري، وأنا رجل ضعيف؟ فقيل له: أنصارك جنود الله، فقال: إن كان ذلك حقا فليكن مصاب (لعلها: نصاب) مجزي هذا ينبت ويخضر من الشجرة التي أصله منها، فغرسه في الأرض فنبت شجرة لومي، ويقال إن هذه الشجرة موجودة إلى الآن ببلدة هجار، وهي مركز إمامته المحفوظة، ثم سار إلى نزوى وهي في أيدي الجبابرة وقد ملؤوها جورًا وظلمًا. فلما وصل إلى نزوى وجد خبازة يخبز، وجنديا من جنود السلطان يأكل خبزه، والخباز يستغيث بالله والمسلمين منه، فلما رآه على ذلك زجره ثلاثا فلم ينته، فقتله، فمضي مسرعًا إلى مسجد قريب من شاطيء الوادي، فأسرعت إليه الرجال لتقتله، فلما وصلوا قريبًا منه، رأوا المسجد قد غص من الرجال المقاتلة، فلم يصلوا (يبدو أنه يعني: فلم يصلوا إليه)، قالوا: فلذلك اختاره المسلمون عليهم إماما.
وقيل: إنه لما خرج الوارث لإظهار العدل تخلّف عنه أخوه محمد بن كعب، فقالوا: خزر، فسموه خزيرًا، فبنوه يقال لهم: بنو خزير.
ثم يتكلم السالمي عن الوقف الذي ذكره المؤلف ويبين تفصيلاته .. (ش)