للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحسب أن في قبائل الغربية منهم كذلك. وكاتب هذه الورقات أيضًا من أولاد عمران، فنحن في آل المسيب، ويقال لنا أولاد عمران، وعن النساب المتقدمين في المتداول بينهم حين يذكرون الأنساب وبطون القبيلة يقولون: جاء جدنا من غرب عمان، ونزل بالمكان المعروف بجنب بن عمران، وكان من البادية، وله ماشية نزل بها في أسفل الغريين من وادي عندام، والغريين بغين مفتوحة معجمة وراء مهملة مكسورة وياءين مثناتين من تحت بعدها نون، وأظن هذه التسمية جاهلية المنزع، الحاقًا بالغريين اللذين بناهما أحد ملوك اليمن القدماء لنديميه حين قتلهما (١) ، وبعد ذلك أحدث عندهما تلك البدعة المذمومة، ويرشد إلى هذا أيضًا تسمية فلج هذه البلدة " الجاهلي " والله أعلم بصحة ذلك. أما نحن الآن ففي جامعة آل المسيب. وقد عرفت تداخل القبائل


(١) لا نعرف في ملوك اليمن من فعل هذا، ولا في اليمن موضعًا بهذا الاسم، وإنما يذكرون الغريين بظاهر الكوفة، اللذين بناهما المنذر بن ماء السماء، على قبر نديميه خالد بن نضلة وعمرو بن مسعود، في وقت سكر، ثم ندم، وأحدث تلك العادة المذمومة، من يوم البوس والنعيم، وقتل بسببها عبيد بن الأبرص، الشاعر المشهور، ثم أبطل تلك العادة بسبب حنظلة الطائي، وشريك بن عمرو بن شراحيل الشيباني الذي كفله .. ويذكرون أن المنذر حاكى في ذلك أحد ملوك مصر الذي كان قد بني غريين أيضًا، ويذكرون قصصًا حول ذلك، تستطيع أن تطالعها في (معجم البلدان)، مثلا (٤ - ١٩٧).
وهناك غريّان أيضًا قرب فيد، في منتصف الطريق بين مكة والكوفة .. (ش)