للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وله علتان:

الأولى: محمد بن الخطاب، قال ابن أبي حاتم في (الجرح) ٣/ ٢/٢٤٦: (سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه) وفي " (الميزان): وقال الأزدي: ("منكر الحديث) " ثم ساق له هذا الحديث. يشير بذلك إلى أنه منكر. وأقره الحافظ في ("اللسان) " وزاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في (الثقات).

قلت: وتوثيق ابن حبان لا يعتمد عليه لما سبق التنبيه عليه مرارا فلا يغتر به.

الثانية: علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف وقد مضى (١)

وأما قول الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٥٣:

"رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الخطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح".

فهذا من أوهامه - رحمه الله - إذ إن ابن جدعان ليس من رجال الصحيح ثم هو ضعيف كما تقدم. ومنه تعلم خطأ قول المناوي في "شرح الجامع":

("قال العراقي في (القرب): " (صحيح) ثم نقل ما ذكرت عن الهيثمي آنفا، ثم قال: (ورمز المصنف لضعفه باطل).

واغتر بهذا السيد رشيد رضا فقال في (مجلة المنار): ١٧ ٩٢٠:

(رواه أبو يعلى بسند صحيح).

ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في (محجة القرب في فضل العرب) ٥/ ٢ - ٦/ ١ بعد أن ساق الحديث من طريق أبي يعلى عن منصور به:

(ومحمد بن الخطاب بن جبير بن حبة تقدم الكلام عليه في الباب الذي قبله، وعلي

ابن زيد بن جدعان مختلف فيه، وقد أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد)، وذكر في الباب المشار إليه أن محمد بن الخطاب زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ذكرهم. ولا يخفى أن زوال جهالة العين لا يلزم منه زوال جهالة الحال، وعلى هذا فكلام


(١) في سلسلة الأحاديث الضعيفة ٢/ ٢٠