يزالوا على منزلهم من الروضة والمضيبي وتوابعها، وآل حبس شرف في قبائل الشرقية، وهم حجة، وقد اقتتلوا فيما بينهم في هذه الأيام الأخيرة، خصوصًا بالمضيبي (١) ، ووقع بينهم الشر، حتى أفنى رجالهم الكمل، وعطل عيشهم الخضل، وأمحل ربعهم الخصب، وإذا كان هذا فيما بينهم، فكيف في ما بينهم وإخوتهم آل المسيب؟ وقد تردد عليهم الساعون في صلحهم ففشلوا، حتى باغت الحال بهم إلى أستشعار الهوان الذي لا تقوم بعده قناتهم، وفيهم أنشأ شاعر عمان الشيخ ابن شيخان قصيدته السينية التي مطلعها:
ذكرت أسىً وبعض الذكر ينسي ...
وهي كفيلة بإيضاح هذه الفتنة العمياء.
فحبس بن شهاب والمسيب بن شهاب. ومن حبس الشاعر راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العقري الأعمى، شاعر دولة آل يعرب، الذي وضع ترجمته الإمام لبسالمي رحمه الله، في الجزء الثاني من تحفته، وبحث المؤلف -أي مؤلف الترجمة- في مقاله الذي يخبر فيه عن نسبه وعن عشيرته، وعلق عليه بما ليس له علاقة بمقامه، حتى نسب إليه الجهل بأصله، وأنما الرجل غير مخطئ في مقاله، فهو الحبسي بحسب