للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كَرهت أن أذكر الله على غير طهر"، هذه الكراهة بمعنى ترك الأولى، وقد سبق (١) في باب كراهة استقبال القبلة أن الكراهة ثلاثة أقسام، منها: ترك الأولى.

وقد اتفق العلماء على جواز ذكر الله تعالى بالتسبيح والتكبير والتهليل ونحوها، سوى القرآن للمحدث والجنب (٢)، وأنه لا يكره كراهة تنزيه، ولكنه خلاف الأولى، فيحمل هذا الحديث عليها. وفي الحديث المشهور في الباب بعده: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه (٣).

وفيه: دليل على أن السلام الذي هو التحية ذكر (٤) لله تعالى.

وفيه: أن البائل لا يتكلم ولا يردُّ سلامًا، وينبغي أن لا يسلّم عليه، ولا يستحق المسلِّم جوابًا (٥).

وأما قوله في الرواية الأخرى: "تيمَّم ثم ردَّ السلام"، فهو محمول


= وقُنْفُذًا لقبان، إنما قيل له المهاجر؛ لأنه لما أراد الهجرة أخذه المشركون فعذّبوه، ثم هرب منهم، وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا المهاجر حقًّا". وقيل: إنه أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة، وتوفي بها ".
(١) في شرح أول (الباب الرابع)، انظر (ص ٩٥).
(٢) على خلاف شهير جدًّا في المسألة، ولا سيما قراءة القرآن للتعليم والتعلم، ولا سيما للنفساء والحائض، فقد جوَّز ذلك بعض أهل العلم، وتجد بسط المسألة مع دلائلها في "الخلافيات" للبيهقي (١/ ٤٩٧ - ٥١٩ و ٢/ ١١ - ٤٤) مع تعليقي عليه.
(٣) سيأتي برقم (١٨)، وتخريجه هناك.
(٤) في الأصل: "ذكرًا" والصواب المثبت.
(٥) قال في "شرح صحيح مسلم" (٣/ ٨٧): "وهذا متفق عليه". وانظر ما علقناه قريبًا في التعليق على (ص ١٣٣).

<<  <   >  >>