وهذا يؤكّد أن النقولات السابقة كاللاحقة ليست من "شرح سنن أبي داود"، وبعضها وقع مصرحاً به في "شرح المهذّب" أو "الروضة" أو "شرح صحيح مسلم"، وعلى فرض أن الرملي نقلها من "شرح النووي على سنن أبي داود" فلا يوجد بين أيدينا ما يؤكد ذلك، وهي فيه على الاحتمال، وهي عبارات أو كلمات قليلات، فلا يسعف الموجود من ذكرها كتتمَّات في ملحق لهذا "الشرح"، ولم يبقَ أمامنا إلاَّ تحصيل نسخ خطية أخرى لهذا "الشرح"، وهذا مما لم نعثر عليه، ولا نعرف أحداً ذكره، ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
* نقولات السيوطي في شرحه على "سنن أبي داود" المسمى "مرقاة الصعود".
وأما نقولات السيوطي في شرحه على "سنن أبي داود"، المسمى "مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود"، فسأنقل منه معتمداً على اختصار السيد علي بن سليمان الدمنتي البُجُمْعَوِي (١)(ت ١٣٠٦ هـ) وهو المسمى "درجات مرقاة الصعود".
والذي لاحظته من خلال النظر المتمعن فيه، وعرضه على مادة الكتاب أن السيوطي اعتنى عناية ظاهرة بعبارات النووي في القطعة المحفوظة من هذا الأصل، وهو ينقل عباراته في مواطن عديدة ولم يعزها إليه، ولا سيما تلك التي نقلها النووي عمن تقدمه من العلماء.
(١) هو علي بن سليمان الدَّمنْتي المالكي المغربي، له ثَبَت: "أجلى مسانيد علي الرحمن في أعلى أسانيد علي بن سليمان". افتتحه بترجمة نفسه، توفي سنة ١٣٠٦ هـ، ترجمته في "فهرس الفهارس" (١/ ١٧٦ - ١٧٧)، "الإمام ابن ماجه وكتابه السنن" (٢٧٦ - ٢٧٧).