للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما حديث عائشة المذكور بعده (١) فصحيح، ورواه مسلم.

وفيه: استحباب التَّأهُّب للعبادة، وتهيئة المتهجِّد طهوره وسواكه وما يحتاج إليه قبل نومه، واستحباب السِّواك عند الاستيقاظ (٢).

وأما حديث عائشة الثاني عن أم محمد فإسناده فيه ضعف (٣)، وأم محمد هذه هي امرأة زيد بن عبد الله بن جُدعان.

٥٧ - (صحيح) حدثنا محمد بن عيسى، نا هُشيم، أنا حُصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس، قال: بِتُّ ليلة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما استيقظ من منامه أتى طهوره، فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات: {إنَّ في خلق السمواتِ والأَرضِ وَاختِلَافِ الليلِ وَالنَّهَارِ لَأَيَات لأولِي الأَلبابِ} [آل عمران: ٩٠] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ فأتى مُصلاه فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، [ثم رجع إلى فراشه


= وله شاهد عند أحمد (٢/ ١١٧)، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام إلاَّ والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ به.
وسند أحمد حسن، فهذا شاهد جيد للتسوك بالليل، دون ذكر النهار، وانظر: "صحيح سنن أبي داود" (١/ ٩٨ - ٩٩).
(١) هو المتقدم برقم (٥٥).
(٢) نعم، قوله: "قبل أن يتوضأ" صادق مع كونه قبله بزمن كثير، فلا يدل ذلك من هذا اللفظ على أن من سننه؛ لأن السواك المشروع في الوضوء داخل في مسماه من أحاديث أخر، فإذا دل دليلٌ خارجي على ندب السواك للوضوء دل على أن هذا الفعل عند غير الوضوء، فلم يبقَ إلا (عند الاستيقاظ) كما قال الشارح.
(٣) قال المناوي في "فيض القدير" (٥/ ٢٣٦) عند الحديث: "قال النووي في "شرح أبي داود": في إسناده ضعف".

<<  <   >  >>