قلت: كلامه صحيح، وهو يؤيد ما قدمناه، ولكن كلام الشيخ أبي الأشبال متعقب بأن محمد بن عباد بن جعفر لم يروه عن عبيد الله. وأما رواية أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله -بالتصغير- به، فقد أخرجها النسائي في "المجتبى" (١/ ١٧٥)، والدارمي في "السنن" (١/ ١٨٧)، وابن خزيمة في "صحيحه" (رقم ٩٢)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٣/ ٢٦٦)، وفي "شرح معاني الآثار" (١/ ١٥)، وابن حبان في "الصحيح" (رقم ١١٨ - الموارد)، وهكذا رواه ابن إسحاق وسيأتي بيان ذلك. أما القائلون بضعفه واضطرابه؛ فعلى رأسهم ابن عبد البر، وسيأتي نقل كلامه وتعقبه. وكذا ابن العربي المالكي، قال في "القبس" (١/ ١٣٠): "وهو حديث لم يصح". وقال في "العارضة" (١/ ٨٤): "وحديث القلتين مداره على مطعون عليه، أو مضطرب في الرواية". وقال في "أحكام القرآن" (٣/ ١٤٢٥): "الحديث ليس بصحيح". وأعله بالاضطراب علي بن زكريا المنبجي في "اللباب في الجمع بين السنَّة والكتاب" (١/ ٩٠ - ٩١). ونقل ابن المنذر في "الأوسط" (١/ ٢٧١) ضعفه عن ابن المبارك؛ فقال: "حديث القلتين يدفعه عبد الله بن المبارك ويقول: ليس بالقوي، ولو ثبت حديث القلتين؛ لوجب أن يكون على قول من يقول بعموم الأخبار على كل قلة صغرت أو كبرت"، ثم ذكر كلامًا يدل على أنه يؤيده ويذهب إلى ضعفه. وتابع الوليد بن كثير على روايته عن محمد بن جعفر بن الزبير: محمد بن إسحاق وعنه جمعٌ، منهم: يزيد بن زريع، كما في رواية أبي داود المتقدمة برقم (٦٤). وأخرجها من طريق ابن زريع أيضًا: ابن جرير في "تهذيب الآثار" (٢/ ٢٢٥) رقم (١٦١٢). =